اكتشف علماء بريطانيون أن متوسط عمر الإنسان مكتوب في الحمض النووي منذ الولادة، حيث يعتمد الأمر على طول جزيئات التيلومير بشريط الحمض النووي التي تقوم بحماية الكروموسومات من الضياع والتآكل.

وتتلخص فكرة العلماء في أنه كلما طالت منطقة التيلومير في الحمض النووي كلما طال عمر الشخص، وذلك إذا كان يعيش حياة طبيعية دون التعرض للحوادث أو الأمراض أو ممارسة عادات معيشية سيئة.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أنه ربما سيكون ممكنا في المستقبل إجراء اختبارات تمكن الأشخاص من معرفة مدى دورة حياتهم المتوقعة إذا رغبوا في ذلك.
وصرح البروفيسور بات موناغان، الذي قاد الفريق البحثي بجامعة غلاسكو البريطانية أن نتائج الدراسة أظهرت أنه ليس معروفا سبب تنوع أطوال التيلومير، لكن بالتأكيد لن يرغب البعض في معرفة نتيجة اختبار الجينات هذا نظرا لأنه سيجعلهم تعساء.
وقد استخدمت الدراسة عصافير الزيبرا الأسترالية الشهيرة والتي يتشابه طول منطقة التيلومير لديها مع الإنسان خلال دورة حياتها، وقد تم أخذ خلايا دم من 99 عصفورا في عمر 25 يوما فقط.
نتائج الدراسة فاقت توقعات الباحثين، حيث أن الطيور ذات أقصر تيلومير ماتت أولا بعد حوالي 7 شهور من بداية الدراسة، أما صاحبة أطول تيلومير فقد عاشت لثماني سنوات، وقد ذكر بروفيسور موناغان أن الطيور ماتت نتيجة أسباب طبيعية وليس نتيجة الحيوانات المفترسة أو الأمراض أو حتى حوادث عرضية.
يُذكر أن جزيئات التليومير مهمة لأنها تعمل على منع الحمض النووي من التفكك، ولكنها تبدأ في التفكك نتيجة التقدم في السن، مما يعني توقفها عن العمل وبالتالى عدم وجود حماية للحمض النووي أثناء انقسام الخلايا، مما يؤدي إلى حدوث أخطاء أثناء الانقسام، وعادة ما تظهر في منتصف العمر فتقل كفاءة الجهاز المناعي ويبدأ الجلد في التجعد.